تهتم كل أم بتقويم سلوك أبنائها ومتابعتهم متابعة حثيثة، فتوجههم مستخدمة وسائل الثواب والعقاب المناسبة.
ولكن في بعض الأحيان لا تسير الأمور كما تشتهي، فتشكو من سلوك طفلها غير المتوقع والمتمثل في استخدامه ألفاظاً غير لائقة أو عصيانه أوامرها أو إهماله واجباته المدرسية والمنزلية... الأمر الذي يحتم عليها مراجعة أسلوبها في التربية لتكشف نواحي القصور التي أدت به وقاد طفلها إلى هذه التصرفات.
ترى أستاذة التربية في جامعة عين شمس الدكتورة سالي عبد المنعم أن" ثمة إشارات تصدر عن الأم وتقود الطفل إلى السلوك الخاطئ"، لافتة إلى أن" تعليم الأطفال السلوك القويم يحتم أن يكون سلوك الأم منضبطاً لأن الطفل يحاكيها في كل ما تفعله". وتضيف " إذا بادرت الأم إلى لفظ كلام لم يسمعه منها طفلها من قبل فعليها ألا تغضب إن نعت به صديقه أو أخاه في أول شجار يقع بينهما"، مشددة على عدم جواز طلب الأم من طفلها ما لا تستطيع السيطرة عليه.
1- لا تجعليه يفقدك السيطرة
من المعروف أن الطفل، الذي لا يعرف حدوده ويهزأ مما وضعته أمه من قوانين في المنزل، يعلم جيداً أنه سيخرجها عن طورها، ما يؤدي بالأم إلى المبالغة في القسم والوعيد بحيث يصعب عليها تنفيذ ما هددت به...
لذا، على الأم أن تضبط أعصابها جيداً وتهدأ تماماً، ثم تتصرف معه بعد تفكير وتروٍ حتى لا يستهزئ بعد ذلك بما تقوله ويعلم أنها تدرك تماماً مخالفته لأوامرها وأن العقاب في انتظاره.
2- متى تكون المكافأة
إن الآباء الناجحون يربطون المكافأة بالسلوك القويم للأبناء، فلا يعدون بما لا يمكن تنفيذه.فقد يتحمس أحد الأبوين ويعد الطفل بتنفيذ أي شيء يتمناه إذا احتل المركز الأول في صفه، ويقع في خطأ عدم الوفاء بالوعد حين يكون طلب الطفل مبالغاً فيه. لذا،لا تدعي المكافأة تسبق أداء الواجب، واتبعي أسلوب "السلوك الجيد يستحق المكافأة" مثل: ادرس أولاً ثم شاهد برنامجك المفضّل، أو ما رأيك في نزهة أو "آيس كريم" إذا أحسنت ترتيب أدواتك...
3- العقاب بقدر الخطأ
عندما تعوّدين طفلك على النظام، فمن الأفضل أن تضعي له ضوابط وخطوات تساعده في أداء ما طلب منه. ولا تنسي أن تمتدحيه على حسن أدائه.
أما إذا أصرّ على مخالفة أوامرك والاستهزاء بنظام الأسرة فاجعلي العقاب مناسباً لحجم الخطأ، ولا تبالغي فيه. فالغرض من العقاب هو تقويم السلوك وتحسينه وليس الانتقام مهما كان حجم ما ارتكبه من خطأ. وعلى الأم الحرص على معاقبة طفلها جانباً وعدم إحراجه أمام الآخرين.
4- حذّري ولا تهدّدي
يعتبر التحذير من أهم وسائل تنبيه الطفل إلى أن سلوكه مراقب، ويفضّل أن ينفذ العقاب بعد التحذير مباشرة حتى يتذكر الطفل أن سلوكه كان خطأ.
5- بين الأب والأم
يتعلم الأطفال كيف ينالون ما يرغبون فيه منذ الصغر، ويزداد هذا السلوك سوءاً كلما تقدموا في العمر، فيعرفون ما يمكن الفوز به من الأب، وما يمكن الفوز به من الأم. فالأب هو غالباً الممول، فلا بأس من استعطافه في زيادة المصروف أو في اصطحابه لمشاهدة مباراة كرة يعرف أنه سيستمتع بها، مخالفاً بذلك أحد قوانين الأسرة بألا يخرج إلا في نهاية الأسبوع. أما الأم فهي مدبرة الشؤون المنزلية فيطلب منها استضافة الأصدقاء على الغداء في أوقات غير مناسبة.
والمطلوب من الأبوين وضع ضوابط لتصرفات الطفل، وعدم إعطاء هذا الأخير الفرصة للتحايل والمراوغة لتحقيق رغباته، وإلا سيكون هذا شاغله الشاغل وسينال المكاسب من الأبوين.
6- الثورة المفاجئة
لا تجعلي تراكم الانفعالات وكتم الغضب نتيجة تصرفات صغيرة لا ترضين عنها تقودك إلى ثورة مفاجئة تثير دهشة الأطفال وفزعهم.
لذا، عبّري عن غضبك في الوقت المناسب لأنه يحميك من التوتر والانفعال الزائد الذي يضرّك ويضرّ مَن حولك.
7- العقاب الجماعي
حين يقدم الطفل على عصيان أوامرك متعمداً فيجب أن تكوني مستعدة.
لا تجعلي انفعالك يدفعك إلى فرض عقاب جماعي يؤدي إلى تكدير الأسرة لان العقاب يجب أن يكون مخصصاً للمخطئ حتى يشعر بعظم خطئه، فلا يكرره.فلا نمنع الأبناء كلهم من مشاهدة التلفزيون، أو الذهاب لحفل عيد ميلاد بسبب خطأ أحد منهم. والأهم ألا تغضبي نفسك وتجعلي مشاكل الأبناء تؤدي بك إلى الشعور بالفشل.
معتقدات خاطئة
في المقابل، يقول أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر الدكتور عبد الرحمن حمودة: "يعتقد بعض الآباء أن الشدة والتمسك بتعليم الطفل القواعد الأسرية والنظام قد تحول حياته إلى عذاب، وأن المنزل يصبح كسجن بالنسبة له، علماً أن هذا الاعتقاد خاطئ". ويوضح أن" الطفل ومنذ نعومة أظافره يرغب في التعلم واكتساب المهارات، وان عدم تنظيم حياة الطفل وتعليمه القواعد الأساسية منذ السنة الأولى من عمره خطأ كبير لأن الطفل في هذه الحالة يكون على استعداد لتلقي المعلومات".
ويضيف " إن على الأم أن تعرف أنه إذا ما نجحت في تعليم طفلها القواعد الأساسية في حياته اليومية فإنها بذلك تعطيه الشعور بالأمان، ولكن مع الحذر من التشدد في إرساء تلك القواعد التي ربما تأتي بنتائج عكسية".
ويقول الدكتور حمودة " إن الاهم في تعليم الطفل هو القدوة"، داعياً الام ألا تكون مهملة وتطلب من طفلها أن يكون منظماً. وإذا طلبت منه أن يغسل أسنانه يومياً قبل النوم فيجب أن يراها تفعل نفس الشيء، وألا يشعر بعدم المصداقية، ويبدأ في محاولات للتخلص من هذا النظام المفروض عليه وحده".
خطوات تقود طفلك الى التصرّف السليم
أكدت الدراسات والتجارب أن المرحلة المثالية لتدريب الطفل على التصرف السليم في ضوء معايير المجتمع الذي يعيش فيه هي مرحلة ما قبل المدرسة، لأن الطفل في هذه السن يميل بشدة إلى التقليد والرغبة في القيام بالأعمال الروتينية التي يقوم بها الأطفال.
وقد وضع علماء التربية وعلم النفس نقاطاً عدة ينبغي على الأب والأم إتباعها:
* كافئي طفلك على التصرفات السليمة بدلاً من أن تعاقبيه على التصرفات السيئة. فمثلاً إذا بكى للحصول على بعض الحلوى فلا تعطيه شيئاً منها لكي يكفّ عن البكاء.
* كوني إيجابية، فالأطفال يفضّلون التوجيهات الإيجابية لما يجب أن يقوموا به في حين أنهم لا يستجيبون للتوجيهات السلبية التي تتمثل في النهي عن الأشياء التي لا يصح أن يقوموا بها.
* كوني واضحة في توجيه إرشاداتك، فقد تكون هذه الأخيرة إيجابية ولكن غير واضحة بالنسبة لطفلك.
* احتفظي بكلمة "لا" فقط للقواعد العامة لأن استخدام كلمة "لا" تكون فعالة فقط عندما تريدين أن تنهي طفلك عن القيام بعمل ما.
* امنحي طفلك الثقة بنفسه فإذا شعر بأنك تمطريه بالأوامر والنواهي على الدوام ودائماً تصححين أفعاله فإنه قد يحاول بعد ذلك أن يفكر كثيراً في ما يجب أن يفعل، وعليك أن تتركي له بعض المسؤوليات التي تناسب سنه وأن تشعريه بثقتك في قدراته على تحمل هذه المسؤوليات.
* ساعدي طفلك على الاستقلالية وعلى مراعاة الضمير في كل تصرفاته سواء كنت موجودة بجانبه أو غائبة عنه.